- السؤال:
هل يجب تحويل الدولارات الأمريكية إلى دنانير كويتية أو سحبها ووضعها في بنك إسلامي، علما أن الربح سيكون قليلا، فهل هذا يجب علي، مع العلم أني إن فعلت خسرت من ربحي؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الفاضل:
تحويل الدولارات الأمريكية إلى دنانير كويتية، أو سحبها ووضع الدنانير الكويتية في مصرف إسلامي بنسبة قليلة، كل هذا فيه نظر للكسب في الوديعة، وليس فيه نظر لحرمة المعاملات الربوية، وقد قال تعالى: {يَمْحَقُ ٱللَّهُ ٱلرِّبَوٰا۟ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ}، قال: {وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰا۟}.
- فوضع المال في بنوك ربوية، لأجل الحصول على فوائد محرمة شرعا، وبذا أفتت المجامع الفقهية في دوراتها المتكررة.
أما أنك تنظر إلى أن العائد من المصارف الإسلامية قليل، فقليل حلال خير من كثير حرام، وليس هناك إجبار عليك من أحد أن تضع مالك في بنك أو مصرف، فلك أن تتصرف فيه كيف تشاء من المضاربة والمتاجرة، أو فتح مشروع. وإن كان مالك – كما هو مذكور في السؤال – متوقف على أنه الراتب الشهري، فإما أن تجعله في البنك الربوي حسابا جاريا بلا فوائد، أو تضعه في المصرف الإسلامي بفوائده القليلة كما ترى.
ولربح قليل حلال، خير من فوائد كثيرة محرمة، وليس الانتفاع بالمال وقفا على البنوك الربوية أو المصارف الإسلامية، فمجالات الحياة للانتفاع بالمال والمتاجرة فيه أكثر ممن أن تحصى، فلا تحصر نفسك في هذين الخيارين، وانظر ما يمكن أن يستثمر أموالك بشكل أفضل، بشرط البعد عن الحرام من الربا والمتاجرة في المحرمات، وما سوى ذلك فهو أمر مفتوح، فوسع أفقك في الاستفادة بمالك، أما إن حصرت نفسك بين البنك الربوي ذي الفوائد الكثيرة المحرمة والمصرف الإسلامي ذي الأرباح القليلة، فقليل حلال خير من كثير حرام.
والله أعلم
- د مسعود صبري