الفتاوى

طلب الطلاق لشرب الهيروين

  • السؤال:
انا أحب زوجي جدا لقد تزوجنا عن حب ولكنه ظل يخذلني في كل شيء حتى إنه أصبح مدمنا للهيروين وبدأ رحلة العلاج لكني غير واثقة منه بعد ما سرق كل ما أملك. مشاعري قد تغيرت تجاهه وطلبت الطلاق ولكنه رفض وطلب مني فرصة أخيرة بحجة ابننا أنا “تعبانه اوي الحياه بدون أمان” غير محتملة مع العلم أن دخله المادي غير مجد تماما فأنا الذي أنفق على البيت تقريبا وعلى ابني.

فماذا أفعل هل أرفع قضية، وما حكم الشرع والدين وهل من حقه أن يأخذ ابني مني؟  

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الفاضلة:

أعانك الله تعالى على ما أنت فيه، فمثلك من النساء الوفيات بالعهود، والمتحملات للشدائد والصعاب، مع رجل جمع بينكما الحب، فرعيته، وثمرته، وكبرته، بينما أهمله هو، فإذا به يكاد يقطع جذوره، وإذا مابينكما كـ”أعجاز نخلة خاوية”. فما بينكما من الحب يشبه الشجرة التي تكاد أن تموت، إلا أن روحها باقية في حالة المرض، بل تكاد تصل إلى حالة الاحتضار.

إن الزوج قد أساء أيما إساءة إلى ما بينكما، من سرقة ما تملكين من المال، وسوء المعاملة والعشرة، وإنفاق المال على الحرام، ولعن الله أم الخبائث، فهي تذهب العقل والدين.

ولأكن معك أختي صريحا، فإن كان الحب بينكما باقيا، وتستطيعين من خلاله أن يحيي هذه الثمرة التي تكاد أن تموت، وأن تأخذي بيدها من انحناها، لترجع قائمة، رافعة هامتها، فلتجدي وتجتهدي في هذا، ولتتحملي ابتغاء الأجر من الله، وحفاظا على الأسرة من التفكك، وإبقاء لروح الأسرة لأجل الولد، وتكلمة لوفائك النادر مع زوج طلق الوفاء ردحا من الزمن.

وأن تسلكي معه سبل العلاج، وأوله علاجه مما يشمه من الهيروين وغيره، فإن نجحت في هذه المرحلة، مستخدمة دواء الحب والعلاقة العاطفية القديمة، وتنقيه مما شابه، فإن ما بعدها سيكون أيسر، وسيرجع إليك زوجك كما كان.

أما إن رأيته لا يجدي معه شيئا بعد كل ما بذلته، وأنه اختار طريقا غير طريقك، فما ذكرته في الرسالة كاف لطلب الطلاق والانفصال.

والأمر يحتاج منك إلى موازنة، بين قيامك بالإصلاح والتقويم، وبين خوفك من أن يصيبك ضرر أكبر، فانظري أي الجانبين أرجح عندك، وعلى أساس ذلك اتخذي موقفك.

إن الحكم الشرعي والنظر في النصوص وحال السؤال يبيح لك طلاق الطلاق، لأسباب عديدة، أهمها:

  • سوء العشرة وعدم القيام بواجب الزوجية.
  • عدم الإنفاق عليك، وهذا وحده كاف لطلب الطلاق.
  • عدم الحفاظ على الأسرة، والسعي الدائم لهدمها.

فكل هذا يعطيك حقا، ولكن لا يتوجب عليك طلب الطلاق، إلا إذا خفت على دينك من أن يصيبه ضرر، فساعتها يجب عليك طلب الطلاق، وقد يصل طلب الطلاق إلى حد الاستحسان إذا ضاقت بعد المعيشة مع رؤيتك من أنه لن يصلح، وأنه سائر في طريق الغي والضلال.

فاستعني بالله تعالى على إصلاحه، واسلكي كل سبيل لذلك، وإلا، فإن حكمة الله تعالى في إباحة الطلاق هي الحل، وآخر الدواء الكي.

والله نسأل أن يصلح أحوالنا جميعا.

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى