الأسرةالطلاقالفتاوى

طلب الزوجة عدم كثرة كلام الزوج مع أمه

  • السؤال:
السلام عليكم، أشكركم على هذا الموقع الهائل وجزاكم عنه الله كل خير وبعد:

أود أن أسأل، أنا زوجة وأم وفى بلد اجنبي أنا وزوجي وقبل سفري كان يوجد بيني وبين والدة زوجي كثير من المشاكل التي كادت تعصف بحياتى الزوجية. والآن نحن فى بلد أجنبى وكنا نحدثها يوميا وكأنها تعيش معنا فكانت بيننا تزيد المشاكل لتدخلها المستملر وكلامها الذى يسبب المشاكل والآن أنا لم أمنع زوجى من الكلام معها لكنى طلبت منه أن لا يكون يوميا كما كان حتى نتفدى المشاكل، ولكن هذا أغضبها جدا وتقول أنه بهذا يبعد عنها. والله يا شيخنا نحن لا نمنع عنها أى شىء تريده مهما كان من مساعدات أو سوال لكن فقد نتفادى المشاكل فهل بهذا نغضب الله. 

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الفاضلة:

يخلط كثير من الناس بين بر الوالدين بمفهومه الشرعي، وبين أن تكون للأم، وأن يكون للأب التسلط الكامل على الأبناء وأسرتهم، بما في ذلك الزوجة والأولاد.

والإسلام أمر الولد – صغيرا أم كبيرا، متزوجا أو غير متزوج – أن يكون بارا بوالديه، كما كان من حسن المعاملة والصلة أن تعامل الزوجة والدة الزوج معاملة حسنة، لكن لا يجوز لأم الزوج أن تتدخل في حياة الزوجين الشخصية، لأن هذا تعد على حقوق الأسرة، وما قد ينجم عنه من مشكلات أسرية، قد تصل أحيانا إلى الطلاق.

وربما كان الدافع من ذلك هو الإحساس الزائد عن الحد بمعنى الأمومة، وأن الأم تريد أن يرتبط بها ولدها مهما كبر، حتى لو أصبح شيخا كبيرا طاعنا في السن.

وفي هذا المقام، يجب علينا أن نتعامل مع الأمهات بنوع من الحكمة والذكاء، بحيث لا نغضبهن، وفي ذات الوقت تتحقق الاستقلالية في البيت، وأن يوازن الزوج بين بره لأمه، وتحقيقه لسعادة أسرته، وأن تكون الزوجة ذكية حصيفة مع أم زوجها، فلا تثور لأتفه الأسباب، بل تسعى أن تعاملها كأمها، وأن توازن بين متطلبات أسرتها من الزوج والأبناء، وحسن معاملتها بها.

ولا بأس في هذا المقام أن يتحجج الزوج ببعض الحجج التي قد تكون غير صادقة، وأن يستخدم التورية، من كونه كان مشغولا جدا، مع بعض الكلام المعسول، الذي يريح قلب الأم، ويحقق التوازن في الأسرة.

ويجب أن نفرق بين مساحتين:

الأولى: الحدود الشرعية، فتدخل الأم في حياة الأسرة بهذا الشكل هو أقرب للرفض.

الثانية: كيفية حل المشكلة، بتوسعة الأمر عن مدلوله الفقهي فقط، بل يجب أن ينظر إليه من إطار الإحسان في المعاملة بين الناس جميعا، وفهم الأبعاد الاجتماعية والنفسية للناس، وقد لا يكون من الحكمة أن ينظر للأمر كأنه عملية حسابية، فيها العدل والقسطاس، بل ينظر في هذا إلى التعامل بالفضل بين الناس، لقوله تعالى: {وَلَا تَنسَوُا۟ ٱلْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}، مع عدم إغفاء جانب التوازن الأسري، تحقيقا لما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم: “فأعط كل ذي حق حقه.”

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى