الأسرةالفتاوىالقرآن والسنةالمواريث

للذكر مثل حظ الأنثيين

  • السؤال:
لماذا شرع الإسلام أن يكون للذكر ضعف نصيب الأنثى في الميراث؟

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت الفاضلة:

من الجميل إذا كان في صدر المسلم أو المسلمة شيئا أن يسأل عنه، وأن يبادر بمعرفته، حتى لا يتحول في نفسه إلى نوع من الوسوسة قد تجر إلى ما لا يحمد عقباه.

ومن الجميل أيضا أن نوقن أن شرع الله تعالى خير على كل حال، ولو لم نفهم الحكمة من التشريع، فالله تعالى عدل لا يظلم أحدا، وهو سبحانه وتعالى منزه من أن يفعل شيئا فيه شيء من العبث، أو خال من الحكمة، فكل ما شرع الله تعالى خير.

 

  • أما بخصوص قوله تعالى: ﴿فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلْأُنثَيَيْ﴾

فإن هذه الآية تحمل القاعدة العامة، نظرا لطبيعة المسئوليات للرجل، فهو الذي ينفق على أهله وأولاده، بخلاف البنت، فالشرع يطلب من الرجل أن ينفق عليها، وهذا يعني أن ملك المرأة مصون من أن يمس، تتصرف فيه كيف تشاء، ولكن مسئوليات الرجل المادية توجب عليه أن ينفق في أوجه كثيرة، فهو مطلوب منه أن ينفق على زوجته، وعلى أولاده، وعلى أمه، وعلى أبيه، وقد ينفق على أخواته اللائي لم يتزوجن. وهو أيضا مشترك في دفع الدية إن قتل أحد الأقارب في العائلة قتيلا، فتكون الدية على العاقلة، والعاقلة هي رجال العائلة، ولا تشترك المرأة في شيء من ذلك، وهذا يعني أن أغلب مال الإنسان مهدر، وإنما مال المرأة مصون بالكلية.

كما أن هذه القاعدة ليست مطردة، فهناك حالات يتساوى الذكر مع الأنثى، كما هو الشأن في الإخوة لأم، فلكل  واحد منهم السدس، وقد يتساوى الجد مع الجدة في بعض الحالات.

وقد تفوق الأنثى الرجل في حالات معينة من الميراث، فتأخذ أكثر منه، كالبنت إن كانت هي الوحيدة في الميراث، فهي تأخذ أكثر من أبيها، فلأبيها الربع، ولها النصف، إن لم يكن هناك فرع وارث ذكر.

وكذلك الحال بالنسبة للبنت وبنت الابن مع الجد، ومع غير العصبات، وهذا يعني أن هناك حكمة في تشريع الميراث، ومن حكمته سبحانه وتعالى أن جعل الميراث وتقسيمه حقا له وحده، فهو الذي بين أنصبته، وليس فيه مجال اجتهاد إلا في النذر اليسير، حتى لا يكون هناك اتباع هوى في أي جهة من الجهات، ولعلنا في حاجة إلى أن نبين الإعجاز التشريعي في الميراث، بالوقوف على كل حالة من الحالات، محاولة لإظهار الحكمة التشريعية في هذا الباب خاصة، لما يطعن فيه من شبهات.

وأخيرا نذكر بقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍۢ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوٓا۟ أَعْمَـٰلَكُمْ﴾.

وقوله تعالى:﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَـٰكُمْ عَبَثًۭا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ.فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ﴾.

فتعالى سبحانه وتعالى عن أن يكون ظالما لأحد على حساب أحد، ولكنه كما قال في الحديث القدسي “…إني أدبر أمر عبادي بعلمي، إني عليم خبير.”

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى