الصلاةالطهارةالعبادةالفتاوى

الذهاب للعمل جنبا دون صلاة

  • السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيرا لما تقومون به في خدمة الإسلام وسدد الله خطاكم، وبعد:

فلدي فتوى أرجو الإفادة فيها، وهي: أحيانا أصبح من نومي فأجدني محتلما أو أكون قد مارست العادة السرية، قد أستيقظ متأخرا من نومي مما أضطر للذهاب إلى عملي وأنا هكذا، وعندما يأتي وقت الصلاة أحرج من أصحابي ولا أجد مبررا فما العمل؟ إذا لم أستطع الغسل من الجنابة، وما الحكم إذا أحرجت منهم وصليت معهم على هذه الحالة؟

وجزاكم الله خيرا.  

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ السائل:

من العجيب أن يحرج الإنسان من زملائه، ولا يحرج ولا يخاف من الله تعالى، بل يصل به الأمر أن يقوم بتمثيل الصلاة!!

إننا يا أخي من الواجب علينا أن نعامل الله تعالى ونخشاه ولا نخش الناس، وقد قال تعالى: ﴿وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَىٰهُ﴾، وقال: ﴿فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾.

فمثل هذا العمل لا يجوز شرعا، وأنت بعملك هذا تضاعف سيئاتك.

وأنت تسأل عن التأخر عن أداء الصلاة، والخروج جنبا، ولم تسأل عن السبب الذي جعلك تقع في هذا؟  فلماذا تمارس العادة السرية وهي من الأمور  التي حرمها جمهور الفقهاء، وهل التي تسبب  لك التأخر عن العمل والخروج جنبا، وتمنعك من أداء حق الله تعالى عليك، فانظر في حل مشكلتك، من الابتعاد عن الأسباب التي تجعلك تقرب هذه العادة السيئة من الصور الخليعة والأفلام الجنسية وغير ذلك.

ويمكن لك الاغتسال بشكل يسير، فالاغتسال هو تمرير الماء على جميع الجسد، ولو أنك استيقظت متأخرا،  واحتجت أن تدخل دورة المياه، فلن تقول: إنني متأخر عن العمل، وتترك نفسك محبوسا معذروا، وأنت كل يوم تدخل الحمام بعد استيقاظك، فهل صب الماء على جسدك، ونحن في الصيف يأخذ منك وقتا؟ بل ربما كان في الاغتسال في الصيف تنشيطا لجسدك.

وأفضل من هذا كله، أن تعود نفسك على الاستيقاظ مبكرا، وأن تقوم نشيطا، وأن  تدرك وقت عملك دون تأخير.

يا أخي، القضية عندك ليست قضية مسألة، بل يجب أن تراجع نظام حياتك كله، ماذا تفعل في يومك؟ وكيف تقضيه؟ وفي أي شيء تقضيه؟ وأين أنت من أوامر الله تعالى؟

فاجلس مع نفسك، وكن صادقا، ولا تظهر نفسك أمام الناس ملاكا طاهرا، بل كن صادقا مع نفسك ومع الناس، وقدم أوامر الله تعالى وخشيته من خشية الناس والإحراج منهم، فإن الناس لن يسألوك يوم القيامة عما صنعت، ولكن الله تعالى هو الذي سيسألك، فماذا أنت قائل له؟

فعد إلى الله تعالى، يصلح الله تعالى لك شأنك كله.

نسأل  الله تعالى أن يتوب علينا جميعا.

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى