الصلاةالعبادةالفتاوى

الوسوسة في الصلاة

  • السؤال:
السلام عليكم، أعاني من وساوس فى الصلاة بشكل صعب جدا حتى أنني دائما بشكل يكاد يكون غالب أخطئ فى عدد الركعات والسجدات وقراءة ألفاظ السور أو التشهد مما سبب لي حرجا في نفسي وجسمي، وبالذات فى العمل. فأصبح البعض ينظر لي بشكل غير سليم من كثرة سجود السهو الذي اعمله بكل صلاة، وعليه بدأت أصلي دون أن أقوم بسجدة سهو حتى لو لم أتأكد من عدد الركعات أو مفردات كل ركعة. ونفس المشاكل تواجهني فى الوضوء..

إضافة لذلك لي سؤال: هل من المفروض أن أفكر فى معنى كل كلمة أقرأها فى الصلاة من تسبيح وآيات علما بأنها تأخذ معي وقتا غير قليل  في الصلاة وأرى العدد الغالب من الناس لا يفعل ذلك، رجاء النصح والتوجيه لما أفعله للضيق النفسي الذي أعيش فيه. 

 

  • الجواب:

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخ الفاضل:

علاج الوسوسة ترك الوسوسة، وقد نبهنا الله تعالى على عداوة الشيطان لنا، حين قال: ﴿إِنَّ ٱلشَّيْطَـٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّۭ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾، وليس من الحكمة أن يستمع الإنسان إلى كلام عدوه، بل يجب أن يخالفه فيما يأمره ويزين له للعداوة بينهما.

وهناك فرق بين الشك والوسوسة، فالشك يطرأ لأي حد، فيشك الإنسان هل صلى أربعا أم ثلاثا، فيبني على المتيقن منه، وهو الأقل. أما الشك الدائم، فهو يعني أن الإنسان صلى عددا معينا، لكنه دائما يشك، فعليه أن يترك الشك، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأن يتعامل بتلقائية، ولا يلتفت إلى وساوس النفس والشيطان.

 

  • أما المطلوب في تدبر المعاني

فليس المقصود منه أن يعيش الإنسان مع كل كلمة، وخاصة إذا كان يصلي جماعة، بل المقصود أن يكون الإنسان على وعي بما يقرأ، وقد يتحقق هذا إذا كان الإنسان يصلي  بصوت مسموع لنفسه مثلا، دون أن يشوش على الآخرين.

والأمر يا أخي أيسر من هذا، فحين يقول الإنسان: سبحان ربي الأعلى، فهو تنزيه الله تعالى عن كل نقص وشائبة، وهذا المعنى هو المقصود أن يتفكر فيه الإنسان، وهكذا في كل ما يقرؤه.

فلا تخضم الأمور، واجعلها في حجمها الطبيعي، ولا تحمل نفسك أكثر مما لا تطيق، وقد رفع الله تعالى عنا الحرج، وما كلفنا فوق طاقتنا، وهو القائل: ﴿لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، فلماذا نكلف نحن أنفسنا ما لا تطيق أو يشق عليها.

فأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وتعامل مع الصلاة بشكل تلقائي، ودع الوساوس وراء ظهرك، وتوكل على الله ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾.

والله أعلم

 

  • د مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى