يسأل السائل عن الجمع بين الصلوات والتنكيس في القراءة
- السؤال:
ما حكم التنكيس في الصلاة، وما حكم الجمع بين الصلوات؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالواجب على المسلم أن يحافظ على صلاته في وقتها، لأن الله تعالى أوجب علينا هذا، فقال: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَـٰبًۭا مَّوْقُوتًۭا﴾، وقد جعل الله تعالى لنا فسحة في وقت أداء الصلاة، ربما يمتد في بعض الصلوات إلى ساعات، فما ينبغي أن تقابل الفسحة من الله في الوقت إلى تضييقها. ولا يكون الجمع بين الصلوات إلا لضرورة، كالطبيب الذي يجري عملية جراحية، أو لشرطي المرور الذي إن ترك المكان، ربما وقع ضرر عام، هذا غير الأعذار الشرعية من السفر والمطر وغيرهما.
وأنت تقول: إنك لم تصل الظهر والعصر، وأوشك المغرب أن يؤذن، فيمكن لك أن تصلي الظهر والعصر إن كان الوقت ممكنا قبل الإقامة لصلاة المغرب، أو إن كان الوقت يسمح لصلاة العصر وحدها أن تصليه دون الظهر، فلا تفوت عليك صلاتين، فتصلي العصر، ثم تصلي المغرب جماعة، وتقضي الظهر بعد ذلك.
وفي قضاء الصلاة الفائتة يمكن صلاتها وقت تذكرها، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ”من نام عن صلاة أو نسيها، فليصلها متى ذكرها”، وله أن يصليها مع الوقت في اليوم التالي، وإن كان التعجيل بقضائها أولى، فإن النفس يخرج، ولا يدري المرء أيعود إليه أم لا.
أما بخصوص قراءة السور بترتيبها في القرآن فهذا هو الأولى، والتنكيس في ترتيب السور اختلف الفقهاء فيه، والراجح أنه جائز، لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فيما أخرجه أحمد في المسند عن حذيفة قال:
-أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة من رمضان فقام يصلي فلما كبر قال: الله أكبر ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة ثم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران”.
والمحظور شرعا هو التنكيس في قراءة السورة الواحدة، كأن يقرأ في أول ركعة: ”لله ما في السموات وما في الأرض”، ثم في الثانية: ”الله لا إله إلا هو الحي القيوم.”
والله أعلم
- د مسعود صبري