الصلاةالعبادةالفتاوى

النسيان في الصلاة

  • السؤال:
أنا كثيرًا ما أنسى في الصلاة، فقد أنسى هل قرأت الفاتحة أو لا، سبحت أو لا، فما حكم ذلك النسيان في الصلاة، هل يوجب علي إعادة الصلاة، أما ماذا أفعل؟

 

  • الجواب:

إن كانت هذه الوسوسة ملازمة لك، مسيطرة عليك سيطرة كبيرة، فلا عبرة لها؛ لأن الشريعة مبنية على التيسير على العباد في أفعالهم وحياتهم؛ ولأن إعادة ما تشك فيه الفتاة، نوع من التعسير، وقد قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى ٱلدِّينِ مِنْ حَرَجٍۢ﴾، وقال: ﴿يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].

فلا تعطي لتلك الوسوسة أهمية، فالأصل أن يبني الإنسان على اليقين، فإن كنت على يقين من أنك قرأت، وشككت أنك لم تقرئي، فلا تعيدين القراءة، وإن كنت على يقين من عدم القراءة، ثم شككت أنك قرأت، فيجب عليك القراءة.

والشيطان لا يترك الإنسان في الصلاة، فلا يزال يوسوس له، حتى يفسد عليه صلاته. فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضي الأذان أقبل، فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا اذكر كذا لما لم يكن يذكر حتى يضل الرجل إن يدري كم صلى، فإذا لم يدر أحدكم ثلاثًا صلى، أو أربعًا فليسجد سجدتين وهو جالس.” [متفق عليه].

والحديث يدل على أن الوسوسة في الصلاة غير مبطلة لها وكذا سائر الأعمال القلبية لعدم الفارق.

 

  • وفي الموسوعة الفقهية الكويتية:

الموسوس هو من يشك في العبادة ويكثر منه الشك فيها حتى يشك أنه لم يفعل الشيء وهو قد فعله.

والشك في الأصل موجب للعود لما شك في تركه، كمن رفع رأسه وشك هل ركع أم لا، فإن عليه الركوع؛ لأن الأصل عدم ما شك فيه، وليبن على اليقين. ومن شك أنه صلى ثلاثًا أو أربعًا جعلها ثلاثًا وأتى بواحدة ويسجد للسهو. لكن إن كان موسوسًا فلا يلتفت للوسواس لأنه يقع في الحرج، والحرج منفي في الشريعة، بل يمضي على ما غلب في نفسه. تخفيفًا عنه وقطعا للوسواس. قال ابن تيمية: والاحتياط حسن ما لم يفض بصاحبه إلى مخالفة السنة، فإذا أفضى إلى ذلك فالاحتياط ترك هذا الاحتياط.

والله أعلم

 

  • د. مسعود صبري

للمزيد عن النسيان في الصلاة اقرأ ايضا

الوسوسة في الصلاة

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى