يسأل السائل عن حكم إخراج الزكاة للقريب العاصي فيقول:
- السؤال:
| لي قريب فقير، لكنه يفعل المعاصي والأثام، وله زوجه وأولاد صغار، فهل يحق لي أن أعطيه من مال الزكاة؟ |
- الجواب:
إن كان إعطاء هذا القريب الفقير من مال الزكاة سيدفعه إلى فعل المعصية كشرب الخمر والسجائر ونحو هذا، فلا يعان على فعل المعصية، ويمكن أن تعطي المال لزوجته وأولاده.
أما إن كان فسقه في نفسه، وهو يدير أمور بيته، فلا مانع من إعطائه الزكاة، على أنها تكون من باب التحبب إليه، والأخذ بيده إلى طريق الله تعالى، وخاصة إن كان محتاجًا حاجة ضرورية، فلا تتأخر عنه لأنه من زمرة الفقراء المستحقين الزكاة.
فقد حدث أن أقسم أبو بكر رضي الله عنه أن يمنع عن قريبه الصدقة التي كان يعطيها له، لإشاعته القول في السيدة عائشة واتهامها في شرفها، في حادثة الإفك المشهورة، فنزل القرآن يعترض على هذا المسلك، ويطلب من أبي بكر ألا يقطع عطاءه لهذا الرجل، مع أنه قد أتى كبيرة من الكبائر، وهو الطعن في شرف إحدى أمهات المؤمنين، قال تعالى: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُو۟لُوا۟ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوٓا۟ أُو۟لِى ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا۟ وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌ﴾. [سورة النور، الآية].
والله أعلم
- د. مسعود صبري
كانت هذه الفتوى عن إخراج الزكاة للقريب العاصي اقرأ أيضا
