يسأل سائل عن دفع مبلغ من المال لاستخراج رخصة قيادة السيارة:
- السؤال:
كنت في حاجة لاستخراج قيادة سيارة، فدفعت مبلغا من المال لاستخراجها، وأخذته، وسأتعلم قيادة السيارة عن قريب، فهل ما فعلته حرام؟ |
- الجواب:
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالمفهوم من سؤالك أنك قمت باستخراج رخصة قيادة دون أن تكون أهلا لقيادة السيارة، يعني أنك لم تختبر، وإنما دفعت مبلغا من المال، وحتى الآن لا تعرف قيادة السيارة.
وما فعلت عين الرشوة المحرمة، التي توعد النبي صلى الله عليه وسلم فاعلها بالإثم الكبير، حين قال: “لعن الله تعالى الرشي والمرتشي والرائش.”
فقد حصلت على شيء ليس من حقك، ولست أهلا له، أما قولك: إن الاختبارات تعجيزية، بشهادة سائقين محترفين، فأنت لم تشهد هذا، ولا تعرف عنه شيئا، وما عايشته، وما يحدث للإنسان ليس شرطا أن يحدث لغيره، وليس لمجرد شيء مظنون ينقلب الحرام حلالا، وإنما تتعلم القيادة من خلال بعض الدورات التي تقيمها الدولة، وتدخل الاختبار، فإن نجحت واجتزت كل الامتحانات الفعلية للقيادة، ثم ظلمت، وشكوت أمرك لمن هو أعلى منهم. ولكن أصروا ألا تأخذ رخصة القيادة حتى تدفع بعض المال، ولو كان ذلك ليس بالتصريح، فساعتها، يمكن أن يجوز لك دفع هذا المال، لأنك تسعى لأخذ حقك، أما والأمر ليس كذلك، فإنه ما فعلته حرام، والذي أفتي به أن تبطل هذه الرخصة، وأن تتعلم القيادة أولا، وما فعلته من دفع، كفارة لما اقترفته من حرام.
والمرجو من المسلمين ألا يجترؤا على ما حرم الله تعالى، وألا يقلبوا فقه الضرورات إلى بعد الحياة العامة وأنه الأصل في معاملاتهم لأجل ظنون، فتوكل على الله يا أخي، وتعلم قيادة السيارة أولا، ثم سر في الإجراءات، وأحسن الظن بالله، ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجًۭا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِۦ ۚ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍۢ قَدْرًۭا﴾.
والله أعلم
- د. مسعود صبري
كانت هذه الفتوى عن دفع المال لاستخراج رخصة قيادة لمزيد من التوضيح يمكن قراءة الفتوى: