ما كيفية عمل العمرة؟
العمرة لغة: الزيارة.
وشرعاً: زيارة بيت الله الحرام لأداء هذا النسك على وجه مخصوص، من الإحرام، والطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير.
حكم العمرة
العمرة فرض على الصحيح، وجعلها الله عز وجل من واجبات المسلم في حياته، فقال تعالى،: ((وأتموا الحج والعمرة لله)) [البقرة:196] .
وقيل العمرة سنة مؤكدة في العمر مرة، لحديث طلحة بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحج جهاد والعمرة تطوع) رواه ابن ماجة فى كتاب المناسك .
وتكون واجبة في حق من أراد دخول مكة وهو لا يريد الحج، فيجب أن لا يتجاوز الميقات إلا محرماً، فإذا اختار العمرة صارت واجبة في حقه. كما يكون إتمامها واجباً إذ بدأ فيها تطوعاً.
كيفية عمل العمرة:
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
يحرم من الميقات بالعمرة ، وعند الإحرام يغتسل كما يغتسل للجنابة ، والاغتسال سنَّة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء ، فيغتسل ، ويتطيب ، في رأسه ولحيته ، ويلبس ثياب الإحرام ، ويحرم عقب صلاة فريضة إن كان وقتها حاضراً ، أو نافلة ينوي بها سنة الوضوء ؛ لأنه ليس للإحرام نافلة معينة ، إذ لم يرد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والحائض والنفساء لا تصلي ، ثم يلبي فيقول: ( لبيك اللهم عمرة ، لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، ولا يزال يلبي حتى يصل إلى مكة .
وينبغي إذا قرب من مكة أن يغتسل لدخولها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ويدخل المسجد الحرام مقدماً رجله اليمنى قائلاً : ( بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك ، أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم ، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) .
فإذا شرع في الطواف قطع التلبية ، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه ويقبله إن تيسر ، وإلا أشار إليه ، ويقول : ( بسم الله والله أكبر ، اللهم إيماناً بك ، وتصديقاً بكتابك ، ووفاء بعهدك ، واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ) ، ثم يجعل البيت عن يساره ويطوف سبعة أشواط ، يبتدئ بالحجر ويختتم به ، ولا يستلم من البيت سوى الحجر الأسود والركن اليماني ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستلم سواهما ، وفي هذا الطواف يسن للرجل أن يرمل في الثلاثة أشواط الأولى ؛ بأن يسرع المشي ويقارب الخطا ، وأن يضطبع في جميع الطواف ، بأن يخرج كتفه الأيمن ، ويجعل طرفي الرداء على الكتف الأيسر ، وكلما حاذى الحجر الأسود كبَّر ، ويقول بينه وبين الركن اليماني : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ) ، ويقول في بقية طوافه ما شاء من ذكر ودعاء .
وليس للطواف دعاء مخصوص لكل شوط ، وعلى هذا فينبغي أن يحذر الإنسان من هذه الكتيبات التي بأيدي كثير من الحجاج ، والتي فيها لكل شوط دعاء مخصوص ؛ فإن هذا بدعة لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة) ، رواه مسلم .
ويجب أن يتنبه الطائف إلى أمر يخل به بعض الناس في وقت الزحام ، فتجده يدخل من باب الحِجْر ويخرج من الباب الثاني ، فلا يطوف بالحجر مع الكعبة ، وهذا خطأ ؛ لأن الحجر أكثره من الكعبة ، فمن دخل من باب الحجر وخرج من الباب الثاني لم يكن قد طاف بالبيت ، فلا يصح طوافه .
وبعد الطواف يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر له ، وإلا ففي أي مكان من المسجد ، ثم يخرج إلى الصفا ، فإذا دنا منه قرأ : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) ، ولا يعيد هذه الآية بعد ذلك ، ثم يصعد على الصفا ، ويستقبل القبلة ، ويرفع يديه ، ويكبِّر الله ويحمده ، ويقول : (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده) ، ثم يدعو بعد ذلك ، ثم يعيد الذكر مرة ثانية ، ثم يدعو ، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة .
ثم ينزل متجهاً إلى المروة ، فيمشي إلى العلَم الأخضر – أي : العمود الأخضر – ، ويسعى من العمود الأخضر إلى العمود الثاني سعياً شديداً إن تيسر له ولم يتأذ أو يؤذ أحداً ، ثم يمشي بعد العلَم الثاني إلى المروة مشياً عاديّاً ، فإذا وصل إلى المروة صعد عليها ، واستقبل القبلة ، ورفع يديه ، وقال مثلما قال على الصفا ، فهذا شوط .
ثم يرجع إلى الصفا من المروة ، وهذا هو الشوط الثاني ، ويقول فيه ويفعل كما قال في الشوط الأول وفعل ، فإذا أتم سبعة أشواط ، من الصفا للمروة شوط ، ومن المروة للصفا شوط آخر : فإنه يقصر شعر رأسه ، ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس ، بحيث يبدو واضحاً في الرأس ، والمرأة تقصر من كل أطراف شعرها بقدر أنملة ، ثم يحل من إحرامه حلاًّ كاملاً ، يتمتع بما أحل الله له من النساء والطيب واللباس وغير ذلك .
خلاصة أعمال العمرة
- الاغتسال كما يغتسل للجنابة ، والتطيب .
- لبس ثياب الإحرام ، إزار ورداء للرجل ، وللمرأة ما شاءت من الثياب المباحة .
- التلبية والاستمرار فيها إلى الطواف .
- الطواف بالبيت سبعة أشواط ابتداءً من الحجر الأسود وانتهاء به .
- صلاة ركعتين خلف المقام .
- السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط ابتداءً بالصفا وانتهاء بالمروة .
- الحلق أو التقصير للرجال ، والتقصير للنساء . والله أعلم