علمني الإسلام

كيفية أداء صلاة الاستخارة وعلامات القبول ؟

 

المؤمن لسان حاله ومقاله دائما قول الحق سبحانه وتعالى: ” إياك نعبد وإياك نستعين” فالمؤمن لا يعبد إلا الله، ولا يستعين إلا بالله، فهو  في كل حال لا يعبد إلا الله وحده، ولا يستعين إلا بالله وحده، ومن صور الاستعانة بالله عز وجل صلاة الاستخارة، وفيها يستشير المؤمن ربه، ويستخيره ، ويطلب منه العون والمدد، والتوفيق والسداد، والهداية والرشاد، وعن كيفية أداء صلاة الاستخارة ، كتب بعض الصالحين على موقع إسلام أون لاين:

ما معنى الاستخارة ؟

ومعنى الاستخارة أن المسلم يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يختار له خير الأمرين وأولاهما ومن المستحسن أن يستخير المسلم في أموره فقد ورد في الحديث :( من سعادة ابن آدم استخارته الله ) رواه أحمد في المسند وسنده حسن.

والاستخارة تكون في الأمور التي لا يعرف العبد فيها وجه الصواب ، وأما أمور الخير الواضحة فلا مجال للاستخارة فيها .

وينبغي أن يعلم أن أداء صلاة الاستخارة لا تدخل باب الفرض ولا الحرام ولا المكروه وإنما تقع ضمن دائرة المندوب والمباح ولا تكون الاستخارة أيضاً في أصل المندوب وإنما تكون عند تعارض أمرين أيهما يبدأ به أو يأخذ به كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري .

وتكون الاستخارة عندما يهمّ المسلم بأمر ما كما ورد في الحديث ( إذا همّ أحدكم بالأمر … ) وهذا يعني أن الاستخارة تكون عندما يرد الأمر على القلب فيستخير فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير بخلاف ما إذا كان الأمر متمكناً في نفسه وقويت عزيمته عليه .

 

ما كيفية أداء صلاة الاستخارة ؟

 

يقول الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى  – :- صلاة الاستخارة ركعتان، والدُّعاء الذي يقال بعدها جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ ﷺ ـ يُعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلِّها كالسورة من القرآن يقول: “إذا همَّ أحدكم بالأمر، فليركعْ ركعتين من غير الفَريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرُك بعلمك، وأستقذرك بقُدرتِك، وأسألك من فضلِك العظيم، إنّك تقدِر ولا أقدِر، وتعلَم ولا أعلم، وأنت عَلّام الغُيوب. اللّهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمرَ خيرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقِبة أمري ـ أو قال عاجِل أمري وآجِله ـ فاقدِره لي ويسِّره لي، ثم بارِكْ لي فيه، وإن كنتَ تعلَم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقِبةِ أمري ـ أو قال عاجِل أمري وآجِله ـ فاصرِفْه عنى واصرِفني عنه، واقدِر لي الخيرَ حيث كان، ثم رضِّني به” قال ويُسمِّي حاجتَه: يعني يقول بدل عِبارة ـ أن هذا الأمر ـ يُعيِّن هذا الأمر مثل السّفر، أو الزّواج ونحو ذلك.

 

كيف أعرف نتيجة أداء صلاة الاستخارة ؟

 

وسيُحِسُّ بأمور وعَلاقات يدرك بها النتيجة، إما أن يكون ذلك بعد الانتهاء من الصّلاة، والدعاء في حال اليقظة أو برؤيا مناميّة، وربما تتأخّر العلامات بعض الوقت، فإن لم يرَ شيئًا من ذلك يكرِّر الصلاة ويُحاول أن يؤدِّيَها تامّة وبخشوع، وكذلك الدُّعاء، يكون بتضرُّع وحضور ذِهن، فقَبول الصّلاة والدُّعاء وترتُّب آثارهما مُرتبط بذلك. قال تعالى بعد ذكر أيُّوب وذي النّون وزكريا ودعائِهم الذي استجاب الله لهم: (إنَّهُمْ كَانُوا يُسارِعونَ فِي الخَيْرَات ويَدْعونَنَا رَغَبًا ورَهَبًا وكَانُوا لَنَا خَاشِعِين) (سورة الأنبياء : 90) والمُسارَعة في الخَيرات تستلزِم الطّاعة والحِرص عليها والتّسابق إليها، والبعد عن كل ما حرَّم الله، وبالتالي لا تُقبَل صلاةُ الاستخارة ولا دعاؤها من المُقصِّر في حقِّ الله، ولا يَعرفه إلا عندما يَحتاج إليه ليعرِّفَه المشروعَ الذي يُقدِم عليه إن كان خيراً أو شرًّا، ومن المقرّر أن اللُّقمة من الحرام في بطن الإنسان تمنَع قبول الدُّعاء، كما صحّ في حديث رواه مسلم.

 

هل هناك علاقة بين الأحلام والاستخارة؟

 

يقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي -رحمه الله تعالى – :- لا علاقة لأداء صلاة الاستخارة برؤية المنامات‏.‏ بل هي مجرد صلاة ثم دعاء مأثور عن رسول الله‏.‏ وليتابع بعد ذلك العمل على مشروعه الذي استخار الله له‏.‏ فإن كان خيراً يسّر الله له بلوغه‏،‏ وإن لم يكن خيراً صرفه الله عنه‏.‏ جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :- ينبغي أن يكون المستخير خالي الذهن , غير عازم على أمر معين , فقوله ﷺ في الحديث : ” إذا هم ” يشير إلى أن الاستخارة تكون عند أول ما يرد على القلب , فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير , بخلاف ما إذا تمكن الأمر عنده , وقويت فيه عزيمته وإرادته , فإنه يصير إليه ميل وحب , فيخشى أن يخفى عنه الرشاد ; لغلبة ميله إلى ما عزم عليه . ويحتمل أن يكون المراد بالهم العزيمة ; لأن الخاطر لا يثبت فلا يستمر إلا على ما يقصد التصميم على فعله من غير ميل . وإلا لو استخار في كل خاطر لاستخار فيما لا يعبأ به , فتضيع عليه أوقاته . ووقع في حديث أبي سعيد { إذا أراد أحدكم أمرا فليقل }.‏

 

علامات القبول في الاستخارة

 

– اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أن علامات القبول بعد أداء صلاة  الاستخارة انشراح الصدر ، وشرح الصدر : عبارة عن ميل الإنسان وحبه للشيء من غير هوى للنفس , أو ميل مصحوب بغرض , على ما قرره العدوي . – قال الزملكاني من الشافعية : لا يشترط شرح الصدر . فإذا استخار الإنسان ربه في شيء فليفعل ما بدا له , سواء انشرح له صدره أم لا , فإن فيه الخير , وليس في الحديث انشراح الصدر .

 

علامات عدم القبول في الاستخارة

 

وأما علامات عدم القبول بعد أداء صلاة الاستخارة  فهي : أن يصرف الإنسان عن الشيء , لنص الحديث , ولم يخالف في هذا أحد من العلماء , وعلامات الصرف : ألا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه معلقا به , وهذا هو الذي نص عليه الحديث : { فاصرفه عني واصرفني عنه , واقدر لي الخير حيث كان , ثم رضني به } . انتهى.

 

وقت صلاة الاستخارة

 

صلاة الاستخارة تُؤدَّى في غير الأوقات التي تُكره فيها الصّلاة، وأنسب الأوقات لها بعد منتصف الليل، فالدُّعاء يكون أقربَ إلى الإجابة. ويُسنُّ أنْ يَبدأه بحمدِ الله والصلاة والسلام على رسول الله، ويختِمه بالصّلاة على النبي ـ ﷺ ـ ولا تتعيّن قراءة بعد الفاتحة، مع مراعاة أن الاستخارة لا تكون إلا في الأمور المُباحة، أمّا الواجبات والمَندوبات فلا استخارة في عملِهما، وكذلك المُحرّمات والمكروهات؛ لأنّ المطلوب تركُها، ومع مراعاة أن قلب الإنسان إذا مال إلى فِعل الشيء أو الانصراف عنه قبل صلاة الاستخارة، فلا معنى لهذه الصّلاة، بل ينبغي تركُ الاختيار لله ـ سبحانه ـ ويصلِّي مِن أجل ذلك. وهذه الصّلاة تُغنينا عما يتورّط فيه بعض الناس من قراءة الكفِّ وضَرب الرّمل والوسائل الأخرى التي حذَّر الإسلامُ منها ، أو لم يَشْرَعْها، فالعلم الحقيقيُّ عند الله ـ سبحانه ـ والدعاء مع العبادات خير وسيلة لمُساعدة الإنسان على ما يريد. مع مراعاة أن الدُّعاء الذي تسبِقه الصلاة قد يُستجاب وقد يرِد، والمَدار هو على إتقان الصلاة والدُّعاء مع توافُر عامل الخشوع والرَّهبة والرَّغبة، ومع كون العبد مُطيعًا لله قريبًا منه بعيدًا عن المعاصي وبخاصة أكلُ الحرام الذي يحول دون قَبول الدعاء، ولا يلزم أن يرى الإنسان بعدها رؤيا مناسِبة، فقد يحصُل القَبول أو النُّفور بدونِها.

 

المفاهيم الخاطئة حول صلاة الاستخارة

 

وهناك بعض المفاهيم الخاطئة لصلاة الاستخارة، كما ذكرها  الدكتور محمد بن عبد العزيز المسند:

 

أولاً: اعتقاد بعض الناس أنّ صلاة الاستخارة إنّما تُشرع عند التردد بين أمرين، وهذا غير صحيح، لقوله في الحديث: ( إذا همّ أحدكم بالأمر..).ولم يقل ( إذا تردد )، والهمّ مرتبة تسبق العزم، كما قال الناظم مبيّناً مراتب القصد:مراتب القصد خمس: (هاجس) ذكروا فـ (خاطر)، فـ (حديث النفس) فاستمعايليه (همّ) فـ (عزم) كلها، رُفعتْ سوى الأخير ففيه الأخذ قــد وقعافإذا أراد المسلم أن يقوم بعمل، وليس أمامه سوى خيار واحد فقط قد همّ بفعله، فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه، فإن كان قد همّ بتركه فليستخر على الترك، أمّا إن كان أمامه عدّة خيارات، فعليه أوّلاً ـ بعد أن يستشير من يثق به من أهل العلم والاختصاص ـ أن يحدّد خياراً واحداً فقط من هذه الخيارات، فإذا همّ بفعله، قدّم بين يدي ذلك الاستخارة.

ثانيا: اعتقاد بعض الناس أنّ الاستخارة لا تشرع إلا في أمور معيّنة، كالزواج والسفر ونحو ذلك، أو في الأمور الكبيرة ذات الشأن العظيم، وهذا اعتقاد غير صحيح، لقول الراوي في الحديث: (كان يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلّها..).ولم يقل: في بعض الأمور أو في الأمور الكبيرة، وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس يزهدون في صلاة الاستخارة في أمور قد يرونها صغيرة أو حقيرة أو ليست ذات بال؛ ويكون لها أثر كبير في حياتهم.

ثالثا: اعتقاد بعض الناس أنّ أداء صلاة الاستخارة لا بدّ لها من ركعتين خاصّتين، وهذا غير صحيح، لقوله في الحديث: (فليركع ركعتين من غير الفريضة..).فقوله: “من غير الفريضة” عامّ فيشمل تحيّة المسجد والسنن الرواتب وصلاة الضحى وسنّة الوضوء وغير ذلك من النوافل، فبالإمكان جعل إحدى هذه النوافل ـ مع بقاء نيتها ـ للاستخارة، وهذه إحدى صور تداخل العبادات، وذلك حين تكون إحدى العبادتين غير مقصودة لذاتها كصلاة الاستخارة، فتجزيء عنها غيرها من النوافل المقصودة.

الاستخارة  تفويض الأمر لله :

 

رابعا: اعتقاد بعض الناس أنّه لا بد من انشراح الصدر للفعل بعد الاستخارة، وهذا لا دليل عليه، لأنّ حقيقة الاستخارة تفويض الأمر لله، حتّى وإن كان العبد كارهاً لهذا الأمر، والله عز وجل يقول: “وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ” }البقرة:216{.وهذا الاعتقاد جعل كثيراً من الناس في حيرة وتردد حتى بعد الاستخارة، وربّما كرّر الاستخارة مرّات فلا يزداد إلا حيرة وتردّداً، لا سيما إذا لم يكن منشرح الصدر للفعل الذي استخار له، والاستخارة إنّما شرعت لإزالة مثل هذا التردد والاضطراب والحيرة. وهناك اعتقاد أنه لابد من شعور بالراحة أو عدمها بعد صلاة الاستخارة وهذا غير صحيح فربما يعتري المرء شعور بأحدهما وربما لا ينتابه أي شعور فلا يردده ذلك بل الصحيح أن الله يسير له ما أختاره له من أمر ويتمه.

خامسا: اعتقاد بعض الناس أنّه لا بدّ أن يرى رؤيا بعد الاستخارة تدله على الصواب، وربّما توقّف عن الإقدام على العمل بعد الاستخارة انتظاراً للرؤيا، وهذا الاعتقاد لا دليل عليه، بل الواجب على العبد بعد الاستخارة أن يبادر إلى العمل مفوّضاً الأمر إلى الله كما سبق، فإن رأى رؤيا صالحة تبيّن له الصواب، فذلك نور على نور، وإلا فلا ينبغي له انتظار ذلك.

ماذا افعل حتى يقضي الله حاجتي؟

 

أداء صلاة الاستخارة وقضاء الحاجة وبخاصة حاجة الدُّنيا له وسيلتان:

 

الأولى طاعة الله بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، فهي في حدِّ ذاتها إن قُبِلَتْ قضى الله بها ما يتمناه المؤمن من خير، قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبْ وَمَنْ يَتوَكَّل عَلَى اللهِ فهو حَسْبُه) (سورة الطلاق: 2،3) وقال: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيينَّه حياةً طيبةً) (سورة النحل: 97) وقال: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّماءِ وَالأرْضِ) (سورة الأعراف: 96) وفي الحديث: “ومن يَسَّر على مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما دام العبد في عَوْنِ أخيه” رواه مسلم إلى غير ذلك من النصوص.

الوسيلة الثانية : هي الدعاء بشروطه وآدابه التي من أهمها الخشوع والإخلاص والبُعد عن الحرام، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (سورة غافر: 60) وقال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَني فِإنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَة َالدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) (سورة البقرة : 156) وفي الحديث القدسي “يا عبادي كلُّكم جائع إلا من أطعمتُه فاستطعموني أُطْعِمْكُمْ، يا عبادي كلُّكم عارٍ إلا من كَسَوْته فاستكسوني أكْسكم..” رواه مسلم.وقد روى أحمد بسند صحيح أن النبي ـ ﷺ ـ قال: “من توضأ فأسْبَغَ الوضوء ثم صلَّى ركعتين يُتمهما أعطاه الله ما سأل مُعْجِلاً أو مُؤخرًا”

والناظر في هذا الحديث يرى أن قضاء الحاجة وسيلته: عمل صالح وهو صلاة الركعتين ـ وكذلك الدعاء والسؤال، وأن قضاء الحاجة قد يكون مُعجلاً وقد يكون مُؤخرًا، فينبغي عدم التعجُّل ، ففي الحديث “يُستجاب لأحدكم ما لم يُعجل” رواه أحمد وأبو داود والترمذي. وقد يصرف الله بالدعاء من السوء ما يكون خيرًا من الشيء الذي دعا به الداعي، كما رُوي في الحديث.

 

اقرأ أيضا :

رفض الزواج بسبب الكوابيس

 

طالب وأريد الزواج ممن أحب

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

Related Articles

Back to top button