ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:
ما حكم التكسب من تطبيق بيقو لايف (bigo live)؟ وهو تطبيق مختص بالبث المباشر، له وكالات في عدة دول، منها ليبيا، يتمثّل طريق التكسب منه في إنشاء مجموعات تحتوي على أعضاء، وظيفتُهم فتح بث مباشرٍ واستقبالُ الدعم من الناس، والوكالة تشترطُ على كل عضوٍ أن يفتحَ البثَّ المباشرَ لساعات معينة، وأن يتحصل على إعجابات ومتابعين من الفيديوهات التي ينشرُها، وكلما تحصلت المجموعة على دعم أكبر تحصلتْ على مالٍ من الوكالة أكثر، وأصحاب البرنامج يستفيدون ببيع كروتٍ خاصةٍ، تُمكّن المستخدمين من إعطاء الهدايا والدعم، علمًا أن البثَّ يمكن أن يتم حتى مع إغلاقِ الكاميرا ولاقطِ الصوت.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالتكسبُ بفتح بثٍّ مباشر، وتلقي الهدايا عليه من المتابعين، هو مِن قبيل التبرعاتِ، فإن كان صاحبُ الحسابِ يقدّم ما ينفع الناس ويرشدهم، أو يوجههم إلى ما هو خير وصلاح في دينِهم ودنياهم، ويسهم في الإصلاحِ، جاز دعمه والتبرّع له.
لكن الناظر في حالِ البث المباشر على هذا التطبيق المذكور، وما يُنشَر فيه؛ يتبيّن له بوضوح، أن الغالب في المحتوى الذي ينشر هو بث المحرّماتِ، والدعوة للفساد والفجور والانسلاخ من أحكام الشريعة، وإشاعة الفاحشة بين المؤمنين، وقد توعد الله هؤلاء الناس بالعذاب الأليم في قوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النور: 19].
بل فيه فوق ذلك كلّه دعمٌ لأصحاب هذا التطبيق بشراء الكروت المذكورة منهم، وبتكثير سوادهم وتشجيعهم على هذه المنكرات.
وأصحاب مثل هذه المنصات العالمية هم أعداء الدين، الذين يستخدمونها أدواتٍ لتدمير بلاد المسلمين أخلاقيًّا واجتماعيًّا، ونشر مشاريع الأمم المتحدة كمفهوم النوع الاجتماعي المعروف بالجندر، الذي يمهد للإلحاد، وانفراطِ عقدِ الأسرة، والتفلّت من شريعة رب العالمين.
عليه؛ فالذي ينبغي على المسلمين هو مقاطعة هذا التطبيق وأمثاله؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان، وإشاعة المفاسد الغالبة على المصالحِ المرجوَّة من ورائه، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
