الفتاوىفقهيةقضايا معاصرة

حكم حفلات التخرج، وحفلات توديع العزوبية، وتلطيخ الزوج بدم الذبيحة في العرس

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي:

ما حكم حفلات التخرج؟ وما يحدث فيها من إسراف في المأكولات وغير ذلك؟ وحفلات توديع العزوبية؟ وتلطيخ العروس (الزوج) بدم الذبيحة؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فالفرح بنعمة الله جائز شرعًا، قال تعالى: (قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ ‌فَلۡيَفۡرَحُواْ) [يونس: 58]، وقال سبحانه: (وَذَكِّرۡهُم ‌بِأَيَّىٰمِ ‌ٱللَّهِۚ) [إبراهيم: 5] وقد ورد عن عمر رضي الله عنه أنه عندما جمع سورة البقرة نحر جزورا، وهو من الاحتفاء بالنعم، والتحدّث بها، وكما جاز للمسلم أن يفرح بنعمة المولود، ونعمة إدراك شهر رمضان، ونعمة الفطر، وغيرها من النعم، جاز له أن يفرح بنعمة تخرجه، ونعمة تزوجه.

والواجب على من أنعم الله عليه أن يشكره على إنعامه، ومن شكر النعمة طاعة الله؛ فيجب على من أراد أن يحتفل بتخرجه أو تزوجه أن يجتنب في احتفاله كل محرَّمٍ شرعًا، كالاستماع إلى الموسيقى، وكشف العورات، والإسراف والتبذير، قال تعالى: (وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا إِنَّ ‌ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا) [الإسراء: 26-27].

وأما الاحتفال بتوديع العزوبية فلا يجوز شرعًا؛ لأنه محض تقليد للكفار وتشبه بهم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفار، فقال: (مَن تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهْوَ مِنْهُمْ) [أبو داود: 4031].

وأما تلطيخ المتخرج أو العروس (الزوج) بالدم فهو مذموم؛ لأنه نجس، والنجاسة خبث وقذَرٌ، لا يليق بالمسلم التلطخ بها من غير سبب، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دار الإفتاء الليبية

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

Related Articles

Back to top button