الفتاوىشبابيةفقهيةقضايا معاصرة

حكم أخذ المال مقابل لعب كرة القدم

ورد إلى دار الإفتاء الليبية السؤال التالي وأجابت عليه:

ما حكم أخذ المال مقابل لعب كرة القدم؟ إذ إنّ لي صديقًا انخرط أخوه في هذه اللعبة، وصار محترفًا، واشتراه أحد النوادي الأوروبية؛ ليكون لاعبًا في صفوفهم، مقابل مبلغ كبير من المال.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فكرةُ القدم كغيرها من الرياضات؛ لا حرج في لعبها من حيث الأصل، إذا خلتْ من المحظورات الشرعية، ككشف العورات، وتفويت الصلوات، وإثارة النعرات العصبية بين الناس، ونحو ذلك من المحرمات.

ولكن اتخاذ اللعب مهنة وحرفة وغاية يعيش من أجلها الإنسان ليس مشروعا؛ لأن الله تعالى لم يخلق عباده للهو واللعب، قال سبحانه: (‌وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ) [الذاريات:56]، ولأنه تعالى سائلٌ العبدَ (عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ) [الترمذي:2417 ]، والترويح عن النفس باللعب ينبغي أن يكون ساعة فساعة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ( يا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً) [مسلم: 2750]، وينبغي كذلك أن يكون بنيّةٍ صالحة، كتقوية البدن ولياقته لإعداده لما ينفع به الإنسان نفسه وأمته.

أما أن ينخرط في ذلك بالكلية، ويصرف همته وجهده إلى اللعب، ويجعل في ذلك حزنه وفرحه، مع ما يصحب ذلك في دول الكفر من خدمة أغلب الأندية لأجندات تلك الحكومات، وما يملونه عليهم من الترويج للباطل، كما شوهد كثيرًا من دعم الأندية والمنتخبات للشواذ، ومعاقبة من يرفض ذلك، فذلك لا يجوز، لما يترتب عليه من المخالفات الشرعية المذكورة، والله أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

دار الإفتاء الليبية

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى