الطهارةالعبادةالفتاوى

الحائض وقراءة القرآن

  • السؤال:
أنا فتاة أبلغ من العمر 15 عاما، فهل يجوز أن أقرأ القرآن وأنا حائض، وهل أبقى طوال فترة الحيض دون قراءة القرآن؟

 

  • الجواب:

لابد أن نفرق بداية بين القراءة مع لمس المصحف، وبين القراءة بدون مس.

فالقراءة مع مس المصحف لا تجوز، وهو رأي جمهور الفقهاء، وإن رأى البعض جواز القراءة بشرط أن تمس الحائض المصحف بحائل. أما القراءة بدون مس المصحف فقد جوزها كثير من الفقهاء، ومنعها بعضهم.

ويمكن الأخذ بالرأي القائل بجواز القراءة مع مسه بحائل، لمن كانت تتعلم، وتحفظ القرآن الكريم، وكذلك القراءة بدون مس للحائض عمومًا، وذلك لأن الحيض ليست بيدها، ومنعها من القراءة في طول فترة الحيض فيه بعد كبير لها عن كتاب الله تعالى.

فإن خشيت المرأة وأرادت أن تأخذ برأي جمهور الفقهاء فلها أن تذكر الله من التسبيح والتحميد والتهليل وغيره دون القراءة.

 

  • وقد سئل الشيخ محمد بن صالح المنجد من علماء السعودية في مثل هذا السؤال فأجاب:

لا حرج أن تقرأ الحائض والنفساء الأدعية المكتوبة في مناسك الحج ولا بأس أن تقرأ القرآن على الصحيح أيضًا، لأنه لم يرد نص صحيح صريح يمنع الحائض والنفساء من قراءة القرآن، إنما ورد في الجنب خاصة بأن لا يقرأ القرآن وهو جنب، لحديث علي رضي الله عنه وأرضاه، أما الحائض والنفساء فورد فيهما حديث ابن عمر: ”لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن.” ولكنه ضعيف، لأن الحديث من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف في روايته عنهم.

ولكنها تقرأ بدون مس المصحف، عن ظهر قلب، أما الجنب فلا يجوز لها أن تقرأ القرآن لا عن ظهر قلب ولا من المصحف حتى تغتسل. والفرق بينهما أن الجنب وقتها يسير، وفي إمكانها أن تغتسل في الحال حين الفراغ، فمدته لا تطول، والأمر في يده متى شاء اغتسل وإن عجز عن الماء تيمم وصلى وقرأ، أما الحائض والنفساء فليس الأمر بيدهما وإنما هو بيد الله عز وجل.. والحيض يحتاج إلى أيام والنفاس كذلك، ولهذا أبيح لهما قراءة القرآن لئلا تنسياه ولئلا يفوتهما فضل القراءة وتعلم الأحكام الشرعية من كتاب الله، فمن باب أولى أن تقرأ الكتب التي فيها الأدعية المخلوطة من الآيات والأحاديث إلى غير ذلك.. هذا هو الأصوب وهو الأصح. 

 

  • ويقول الشيخ ابن باز: 

لا حرج على الحائض والنفساء في قراءة كتب التفاسير ولا في قراءة القرآن من دون مس المصحف في أصح قولي العلماء، أما الجنب فليس له قراءة القرآن مطلقا حتى يغتسل، وله أن يقرأ في كتب التفسير والحديث وغيرهما من دون أن يقرأ ما في ضمنها من الآيات، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يحجزه شيء عن قراءة القرآن إلا الجنابة، وفي لفظ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في ضمن حديث رواه الإمام أحمد بإسناد جيد: “أما الجنب فلا ولا آية”.
 

  • د. مسعود صبري

هل كانت المقال مفيداً ؟
نعملا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى